غزة ـ رام الله: «الشرق الأوسط»
واصلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية حملة الاعتقالات التي تشنها ضد قادة ونشطاء حركة حماس. وذكرت مصادر فلسطينية أن الأجهزة الأمنية اعتقلت الليلة قبل الماضية وصباح أمس 16 ناشطاً من حماس، بينهم قيادي بارز في الحركة. ففي مدينة نابلس أقدم جهاز المخابرات الفلسطينية صباح أمس على اعتقال الشيخ ماهر الخراز، 55 عاما، أحد أبرز قادة حركة حماس في الضفة الغربية أثناء زيارته منزل المقاوم المطارد من قبل القوات الإسرائيلية خالد دروزة في البلدة القديمة من المدينة والذي قامت هذه القوات بهدمه الليلة قبل الماضية. وفي بيان صادر عنها، قالت الحركة «إن تجرؤ الأجهزة الأمنية على اعتقال الشيخ ماهر الخراز أثناء زيارته لمنزل المطاردين الذي هدمه الاحتلال في نابلس هو تحلل من آخر قيم الحياء، إن بقي منها شيء، لدى قيادات هذه الأجهزة»، موضحة أن الشيخ ماهر الخراز هو «أحد أبرز قادة ورموز الحركة في الضفة الغربية، إضافة إلى انه أحد مبعدي مرج الزهور في جنوب لبنان ويتمتع بشعبية كبيرة واحترام مختلف شرائح المجتمع في محافظة نابلس وخاصة أبناء البلدة القديمة من مدينة نابلس».
وأشارت الحركة إلى «أن الخراز يعاني من ضعف في بصره وهو مطلوب لقوات الاحتلال منذ فترة طويلة وقد دوهم منزله عدة مرات من قبل قوات الاحتلال في محاولة لاعتقاله». وقالت حماس «إن سبب اعتقال الشيخ ماهر هو قيادته لمسيرة فك الحصار عن مخيم العين التي نظمتها حماس والجبهة الشعبية، مبررة ذلك بأن حماس ممنوعة من الخروج بمسيرات في الضفة الغربية». وأضافت «يبدو أن صوت الشيخ الخراز الذي نعى شهداء مخيم العين عبر سماعات المساجد في نابلس ودعا لمسيرة تشييعهم وقادها قد أزعج قادة هذه الأجهزة فاستفزهم ودفعهم لارتكاب هذه الحماقة التي تكشف حقيقتهم لشعبنا الفلسطيني». وفي بلدة رنتيس القريبة من رام الله، قامت القوات الإسرائيلية باعتقال 14 ناشطا من الحركة، 11 منهم من عائلة واحدة بعد استدعائهم لمقابلات في مقر الأجهزة الأمنية في مدينة رام الله.
وفي بلدة طوباس شمال شرق الضفة، اعتقلت ناشط آخر، وقامت باقتحام مسجدين في بلدة عصيرة الشمالية، شمال مدينة نابلس.
من ناحية ثانية واصل يوسف أبو راس، رئيس جمعية نقابة المعلمين في الضفة الغربية المعتقل لدى الأجهزة الامنية في الخليل إضرابه عن الطعام لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على عملية اعتقاله. وقالت عائلته إنها تشعر بقلق شديد على صحته مع استمراره بالإضراب.
وتعقيبا على اتهامات حماس، قال مصدر امني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» ان «الاجهزة تعتقل كل من يشتبه في انه متورط في تشكيل بنية عسكرية لحماس او يثير الفتن في الضفة الغربية». وحسب المصدر، فان المعتقلين من رام الله وطوباس يخضعون للتحقيق حول ضلوعهم في تشكيل قوة تنفيذية او مجموعات عسكرية تابعة لحماس. وقال المصدر ان «الخراز يثير الفتن في مدينة نابلس ويحرض على الأجهزة الأمنية بطريقة غير مقبولة». وأكد المصدر ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر تعلميات واضحة ومشددة بمنع أي بنية عسكرية لحماس مهما كانت وتحت أي مسمى بما فيها كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، مضيفا ان كل من لا يثبت تورطه سيطلق سراحه. من جهة أخرى، طالبت الجبهة الشعبية الرئاسة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير بالتحرك العاجل من أجل الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية سياسية أو تنظيمية، وباحترام القانون وحرمة شهر رمضان المبارك.
الى ذلك، صعد المستوطنون الإسرائيليون أمس من اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين. فبعد ان هاجم المستوطنون طاقم اسعاف يتبع الهلال الأحمر الفلسطيني فجر أمس شرق بيت لحم، أقدم آخرون على طعن فتى في مدينة الخليل.
وحسب مصادر صحافية في الخليل، فان المستوطنيين اقدموا على طعن الفتى محمد عسلية، 15 عاما، بسكين قرب مستوطنة كريات اربع شرق المدينة.
وكان مستوطنون اسرائيليون اعتدوا كذلك بالضرب المبرح بالعصي وأعقاب المسدسات على طاقم اسعاف فلسطيني تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قرب مستوطنة «نكوديم» شرق بيت لحم.
وأسفر الاعتداء عن إصابة ضابط الإسعاف وسائق السيارة بجروح ورضوض مختلفة، خاصة في الرأس والعنق. وقد ادخلا الى مستشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج.